profile

ظلال

ظلال نشرة ثقافية تسعى لمشاركة موضوعات الأدب والفنون بأسلوب متجدد تكتب في صنعاء، وتصلك كل أربعاء لتغمرك بظلال من التأملات في الأدب.

Featured Post

في معنى المكان الأول

وحنينه دومًا لأول منزلٍ🏠 🥺 Joan Brull. Dream 1905 عبير اليوسفي ١٣ أغسطس ٢٠٢٥ منذ فترة صار يرافقني الاستماع لبودكاست عشوائي من يوتيوب كلما خرجتُ من المنزل حتى أصل إلى وجهتي. طريقة فعالة لمقاومة الحرارة، والزحام، وكل ما يجعل من الشارع مساحة طاردة للهدوء. مؤخرًا استمعتُ إلى حلقة تناولت تصور غاستون باشلار للبيت، كما ورد في كتابه "جماليات المكان". و بدا لي أن البيت ليس مجرد أربعة جدران وسقف، هو معمار داخلي يتشكل في وعينا، ويصير مرجعًا دائمًا في كل علاقة جديدة نخوضها مع أي مكان. يُعد البيت في الأدب...

القلق من التنين 🐉😱 عبير اليوسفي ٦ أغسطس ٢٠٢٥ قد يبدو العنوان ظريفًا، لكن الحكاية هي أنني مشتركة في مجموعة قراءة على تطبيق التلغرام. ليس حبًا للنقاشات الطويلة ولا شغفًا بالقراءة الجماعية، هو السبب ذاته الذي نشترك جميعنا به، مصدر جيد لتحميل الكتب، ادخل بخفة لتحميل كتاب وأغادر. لكن قبل أيام وقعت عيناي على نقاش قديم في المجموعة، أو بالأحرى محاكمة علنية أجلست فيها إحدى المشتركات أدب الفنتازيا على كرسي الإتهام. اتهمت القارئة الرواية بأنها تروّج للإلحاد، وتتعارض مع العقيدة الإسلامية، واعتبرتها خطرًا...

و : بالنسبة لبكرا شو ؟ البرفيسور والروائي اليمني حبيب عبدالرب سروري عبير اليوسفي ٣٠ يوليو ٢٠٢٥ في نقاش قيل لي: “تخيّلي لو أن حبيب سروري لم يغادر اليمن.” كان السؤال دعوة لنقل الكاتب إلى سيناريو تخييلي، لكن ما إن فكرت حتى انقلب إلى سؤال مهم ماذا كنّا سنفقد لو بقي؟ وما الذي كان سيُجبر على كتمانه؟ يعد حبيب عبدالرب سروري بروفيسورًا في علوم الكمبيوتر بجامعات فرنسا، وأحد أبرز الأدباء اليمنيين في المشهد الثقافي، والذي أغنى الرواية اليمنية بأعمال تحاكي الخيال والعلم مع الواقع والتاريخ، ومن خلال...

لعنة الوعي وقشور البطاطا🥔🙆🏻♀️ عبير اليوسفي ٢٣ يوليو ٢٠٢٥ قبل أيام استيقظت والشمس تعبر من النافذة إلى داخل عيني مباشر، وهذا مالا أحبه كثيراً، ومن ثقل هذا الشعور خطر في بالي سؤال كيف نسرق من الزمن لحظة شمس دون أن نكسر ظهورنا بحملها؟ في تصفحي لليوتيوب تهاجمني المقاطع التي تدعو للحد من استهلاك البلاستيك، وتحثّ على تبنّي أنماط حياة عضوية، بوصفها السبيل الوحيد لإنقاذ الكوكب من موته البطيء. تقنيات إعادة التدوير، وصفات التنظيف الصديقة للبيئة، تحذيرات من الأكياس، وأخرى تُلقن المشاهد أن أي تساهل في هذه...

ما لم تروِه الملحمة 🪄🧝♀️🤫 Frank Bernard Dicksee1902 عبير اليوسفي ١٦ يوليو ٢٠٢٥ «ورأته ذلك الرجل المتوحش يأتي من التلال البعيدة... قالت المرأة لأنكيدو: عندما أنظر إليك أراك تبدو كإله، لماذا تتوق لأن تهيم على وجهك ثانية مع الوحوش في التلال؟!.. مزقت ثوبها نصفين.. بنصف كسته. وبالنصف الآخر اكتست.. وقادته من يده كأم.. ثم قالت: أي أنكيدو. كل الخبز إنه مادة الحياة. ⁠‫وهكذا صنعت المرأة من أنكيدو إنساناً». بين حين وآخر أعود إلى قراءة ملحمة جلجامش. لا أكرر قراءة الكتب غالبًا لكن هناك أعمالًا يبدو أن...

السطو الناعم والتأثير🏴☠️🥷🏻🚨 لوحة إعدام الليدي جين غراي. بول ديلاروش1833 عبير اليوسفي ٩ يوليو ٢٠٢٥ منذ فترة رأيت صديقًا يحتج في حسابه على فيسبوك، بعد أن سرق أحدهم نصوصه الشعرية. جاءت بعض هذه “النسخ” في هيئة تغييرات طفيفة، لكنها كانت كافية لتشويه النص ومحو أثر كاتبه. بدا المشهد أقرب إلى إعادة تدوير مشوهة من كونه استلهامًا مشروعًا. وبالأمس طُرح نقاش آخر على خلفية الضجة التي أثارتها لوحة فنية مسروقة وبينما انشغل كثيرون بالتنديد، جاء رأي مختلف، يدافع عن الموقف بوصفه “خطأً بشريًا” نابعًا من تأثر...

ماذا لو تخلى المعنى عنك؟🔔😱 خورخي لويس بورخيس عبير اليوسفي ٢ يوليو ٢٠٢٥ في نهاية عام 1938، سقط خورخي لويس بورخيس جريحًا بسبب حادث منزلي بسيط ظاهريًا، لكنه كاد أن يودي بحياته. أصيب بتسمم دموي، وخيم عليه شبح الموت والجنون، فاستبد به رعب خفي أن يفقد قدرته على الكتابة، أو أن يتعطل عقله عن الفهم. في المستشفى، طلب من والدته أن تقرأ له من كتاب للكاتب البريطاني سي. إس. لويس. وبعد أن قرأت له انفجر باكيًا، سألته “لماذا تبكي؟”، فأجاب: “لأني أفهم.” بهذا الجواب حدد بورخيس لحظة العودة إلى الذات. كان يتحقق...

كيف تغيرت صور الحرب؟ 💣🚀🛫 مشهد من فيلم Dunkirk(2017) عبير اليوسفي ٢٥ يونيو ٢٠٢٥ في الفترة الأخيرة أصبحت الأحاديث السياسية تسبق القهوة، وتتسلّل إلى كل مجلس، من مقعد الباص إلى صالة البيت، ومن لقاءات العائلة إلى الدردشة بين أصدقاء لم يكونوا يومًا مهتمين بالخرائط أو التوازنات الإقليمية "وأنا منهم". كانت الحرب على فظاعتها لحظة انكشافٍ للإنسان. انكشاف لا يرحم ولا يُخفي. منذ الإلياذة، كان المحارب يُسمى باسمه، وتُروى تفاصيل جسده الجريح، تُعزف ملحمة دمه وخوفه وقراراته. وحين رسم تولستوي مشاهد الحرب...

في تشتيت التشاؤم وتجميل الأقدار🧿🦉 Edward Hopper عبير اليوسفي ١٨ يونيو ٢٠٢٥ كانت جدتي تتوجس كلما نبح كلب في المساء، معتبرةً صوته نذير موت يلوّح من بعيد. أمي ورثت هذا التوجس كأنه إرث لا يُرد. أما صديقتي الهندية التي لم تكن تجيد العربية لكنها تجيد قراءة الإشارات، فكانت تنهرني حين أحرّك قدمي أثناء الجلوس، وتقول إنها علامة على فقد أحد الوالدين. وما يظل شائعًا هو رفة العين: فإن كانت اليسرى قالوا “ستبكين”، وإن كانت اليمنى قيل “رزق أو سيعود غائب”. لكن ما أحببته أكثر هو حكة كفّ اليد، الحكة الصغيرة...

عزيزي صاحب الظل الطويل✉️📮 عبير اليوسفي ١١ يونيو ٢٠٢٥ مرّت ستة أشهر وأنا أكتب “الظلال”. واليوم، في صدد إعداد هذه النشرة، تساءلت: لماذا أكتب ؟ وكيف بدأت الرحلة مع الكتابة؟ تعود بي الذاكرة إلى صغري، حين بدأت عادة صغيرة دون تحريضٍ من أحد. ومن نزعةٍ داخليةٍ للكتابة، بدأت أسجل يومياتي، متأثرةً بمسلسلات كرتونية كانت تفترض أن لكل طفلة دفترًا تخاطبه كما لو كان صديقًا. وكما هو متوقع، لم يكن لديّ الكثير لأقوله، فانتقلت من سرد الأحداث إلى كتابة كلمات الأغاني المفضلة، ثم إلى اختراع قصص ركيكة، وأخيرًا إلى...